ترجمة

قصة عن الأخلاق والفضائل للأطفال وأبرز صفات النبي والصحابة

لا بد أن تقص على أطفالك قصة عن الأخلاق والفضائل وذلك ليتعلموا أهمية الأخلاق وضرورة التحلي بها من خلال بعض المواقف الحقيقية التي مر بها الرسول والصحابة، لكي يتعرفوا على أخلاق أشرف الخلق نبينا محمد، فما خاب من اقتدى برسول الله، لذا سنعرض اليوم أكثر من قصة عن الأخلاق بما مر به الرسول من مواقف.

قصة عن الأخلاق والفضائل للأطفال

جدول المحتويات

إن الأخلاق الحميدة هي سمة اختص الله المؤمنين بها، حث الدين الإسلامي على ضرورة الالتزام بالأخلاق والفضائل، وذلك لأن حُسن الخلق وبذل المعروف والنهي عن المنكر وكف الأذى عن الناس، فمن الضروري أن يكون هذا ما يلازم المؤمن من كلام حسن، وخير من نقتدي به في حسن خلقه ودماثة طباعه هو أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.

قد لا تكفينا قصة واحدة أو حتى ملايين القصص التي توصف حسن خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول خلقه القرآن، ودومًا ما كان يعرف بأخلاقه الفريدة وعفوه وتسامحه حتى مع من يؤذيه، فلم يقصده أحدًا إلا وكان له خير المعين، ومن أبرز القصص التي جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال أحدهم:

“هذه أرضي يا محمد ولا أسمح لك بالمرور فيها حتى وإن كنت حقًا رسول الله” حينها هبط بعض الجنود من جيش المسلمين لكي يقتلون “مربع” فقال أحد الجنود “ويلك يا عدو الله أهكذا تحدث رسول الله والله والله لأقطعن رأسك بسيف” وهم الجندي بقتل مربع الضرير إلا أن الرسول قد أمره بالتوقف.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقتله فإنه أعمى القلب أعمى البصر.. اتركه”، وكانت تلك القصة من أفضل القصص التي تدل على مدى تسامح الرسول حتى مع أعدائه ومن يسبونه، لذلك نجد أن هناك الكثير من المشركين عندما تعاملوا مع الرسول بقسوة وكراهية، وجدوا تسامح كبير منه وعفو، لذلك نجدهم قد آمنوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا بسبب دماثة خُلق الرسول عليه الصلاة والسلام.

في أحد القصص الأخرى عن الرسول أيضًا كانت هناك سيدة عجوز طاعنة في السن تعيش وحدها بعيدًا عن مكة المكرمة، ولم تكن في ذلك الحين مؤمنة بالدين الإسلامي ولا بمحمدٍ رسولًا لله، وكانت تكن له الكراهية والحقد والبغض الشديد على الرغم من أنها لم تلتقي به قط، ولكنها كانت تسمع عنه الأقاويل بالكذب والافتراء.

في أحد الأيام ذهبت هذه السيدة العجوز إلى مكة المكرمة حتى تشتري بعض الأغراض، وكانت هذه الأغراض كثيرة وثقيلة ولم تقدر المرأة على حملها وحدها، وحاولت طلب المساعدة من المارة ومن بعض العبيد إلا أن الكل كان يريد المساعدة مقابل مبلغ من المال وكانت هذه السيدة فقيرة لا تقدر على تحمل تكلفة أي من هؤلاء العبيد.

حتى قابلت الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تكن تعرفه، سألها عن إذا كانت تريده أن يساعدها، فقالت له المرأة أن يساعدها فهي امرأة طاعنة في السن ولم تقدر على حمل كل هذه الأغراض إلى منزلها، فقام الرسول بحمل الأغراض عنها وأوصلها إلى دارها سيرًا على الأقدام رغم بعد مسافة دارها عن مكة.

عندما وصلوا إلى منزل العجوز قامت المرأة بتقديم الشكر للرسول وقالت له: “يابني أنا لا أملك شيئًا ثمينًا لأعطيك أجرك ولكني سأعطيك نصيحةً غالية.. هناك رجلًا في مكة يُدعى محمدَ يقول إنه نبيٌ ورسول من الله فلا تصدقه فهو كاذبٌ وساحر”، فقال لها رسول الله: ما بالك لو كنت أنا هو محمد، فقالت السيدة العجوز ” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله“.

اقرأ أيضًا: قصص تاج الذكر لتحقيق الأمنيات واستجابة الدعاء

قصة النبي مع الرجل الحبشي عن الأخلاق

جد يحكي قصة لحفيده

من أفضل القصص التي يمكن معرفتها عن الأخلاق والفضائل هي قصص النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك لأن السيرة النبوية بها الكثير من القصص والمواقف التي كانت بمثابة القدوة الأفضل للمسلمين، لئلا يوجد أخلاق عند البشر مثل خلق محمد ولا توجد حسن طباع عند البشر مثل حسن طباع الرسول، لذلك يجب علينا معرفة قصة النبي مع الرجل الحبشي.

إذ أن هناك رجل حبشي يتأثر كثيرًا بذكر النبي فقرر أن يذهب لملاقاته لعله يجد عند النبي ما قد يشرح صدره ويهديه وينير له طريقه، حتى وصل الحبشي إلى خيمة النبي، فقال حارس خيمة الرسول له من أنت وما تريد يا رجل؟ فرد عليه الرجل الحبشي قائلًا: “أنا عبدٌ حبشي لسيدٍ من أهل خيبر وأريد مقابلة النبي”.

قال له الحارس “كيف تأتي لمقابلة النبي وتسوق أمامك كل هذه الأغنام” فأجابه الحبشي “إنها أمانة لصاحبها سيدي من خيبر” فرد عليه الحارس” أغنام سيدك تحول بينك وبين رسول الله” فسمع رسول الله كلامهما فخرج عليهم واستمع من الحبشي بكل ودٍ ولين، فقال له الحبشي “أأنت النبي؟ “.

فرد الرسول عليه بالإيجاب فقال له الحبشي إلى ما تدعو؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أدعو إلى الإسلام وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله” فرد عليه الرجل “فماذا يكون لي إن شهدت بذلك وأمنت بالله” قال الرسول الله “لك الجنة إن مت على ذلك هي جزاؤك” فأجابه الحبشي “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.

لكن يا نبي الله إن هذه الغنم عندي أمانة” فقال رسول الله “أخرجها من معسكرنا واتركها بعيدًا وسيؤدي الله عنك الأمانة” فقام بفعل ذلك ورجعت الأغنام إلى صاحبها وعلم الرجل أن غلامه قد دخل الإسلام.

فنجد أن هذه القصة كانت سببًا في دخول الرجل الحبشي إلى الإسلام وعليه فقد أسلم الكثير من الناس من الحبشة، فقد جاء الإسلام ليحرر العبيد من ظلم العبودية، ولإعلاء الحرية والأخلاق الكريمة، لذلك علينا أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في الأخلاق وألا نتكبر على أحدًا مهما كان.

قصة عن عفو الرسول

من أبرز الخلق العالية التي كان يتميز بها الرسول هي التسامح والعفو، ففي أحد القصص التي تسرد مدى تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم وقدرته الكبيرة على العفو، عندما كان الرسول بذات الرقاع أتى شجرةً له ظل كبير فجاءه أحد المشركين الذي يسمى “غورث” وكان الرسول يستظل بالشجرة وكان معلقًا لسيفه بالشجرة وكان أعزلًا.

فام غورث بأخذ السيف وقال للرسول “ها قد ظفرت بك يا محمد… أتخافني؟” قال صلى الله عليه وسلم: “لا” فرد غورث قائلًا فمن يمنعك مني قال رسول الله “الله”.. فوقع السيف من يده فأمسكه النبي وقال من يمنعك مني؟ قال غورث في رعب “لا أحد” قال رسول الله تشهد أن لا إله إلا الله فرفض غورث قائلاً “لا ولكني أعاهدك على ألا أقاتلك ولا أكون مع قومًا يقاتلك”.

فقام الرسول بإخلاء سبيله ثم قام الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر صلاة الخوف، وفي موقف كهذا تتجلى أخلاق الرسول العالية وعظمته وإنسانيته وكذلك عفوه الكبير، لذلك يجب أن يتحلى كل مسلم بكل هذه الأخلاق اقتداءً بالرسول، فمن يقدر على المغفرة والتسامح عليه بذلك وسيثاب عنه بإذن الله.

اقرأ أيضًا: أفضل وأحدث اذاعه عن الاخلاق

قصة أخلاق أبي هريرة مع والدته

أم تحكي قصة لأطفالها

كانت أم أبي هريرة – رضي الله عنه وأرضاه- من المشركين، ولم تكن مؤمنة بالرسول ولا بالقرآن، فقام أبي هريرة بمحاولة إدخالها إلى الإسلام وتحبيبها فيه، فقامت أمه بسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فحزن أبي هريرة لذلك وغضب من سباب النبي، فذهب إليه يبكي وقال له:

يا رسول الله، إنَّ أمي قامت بسبِّك، فادعُ الله لها أن يهدِيَها للإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ اهدِ أمَّ أبي هريرةَ)، بعد ذلك رجع أبي هريرة إلى داره وعندما اقترب من الباب سمعت والدته صوت خطاه، فقالت له ابق مكانك يا أبا هريرة، فسمع أبي هريرة صوت خضخضة ماء.

ثم خرجت أمه بعد أن اغتسلت وقامت بلبس ثوبها وقالت لأبنها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فرجع أبو هريرة إلى الرسول وهو يهرول ويبكي من الفرحة ليبشره بأن أمه قد دخلت الإسلام، ففرح الرسول لذلك وحمد الله حمدًا كثيرًا ثم طلب أبي هريرة من الرسول أن يدعو له ولأمه ويثبتهم على دين الله.

فقام الرسول بالدعاء لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهمَّ حبِّب عُبيدَكَ هذا وأمَّهُ إلى عبادِكَ المؤمنينَ وحبِّبْهم إليْهما)، ويعتبر تصرف الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه مع أمه حينما قامت بسباب الرسول تصرفًا نابع عن حسن خلق وأدب في التعامل مع الوالدين، على الرغم من أن أمه كانت مشركة.

إلا أنه لم يغضبها ولا أساء أدبه تجاها، ولكنه غضب لرسول الله ولكن هذا الغضب لم يجعله يسيء التعامل مع والدته ولكنه ذهب للرسول وطلب منه أن يدعو لأمه بالهداية، وقد كان وقد أهدى الله أم أبا هريرة للدين الإسلامي، وهذا يعلمنا كيفية التعامل بحسن الأخلاق مع الوالدين مهما كانوا على خطأ.

أخلاق أبي بكر مع ضيوفه

في عصر الصحابي أبي بكر كان هناك ما يعرف بأهل الصفة، والصفة هو مكان يوجد في المسجد النبوي، وهو لمن ليس له أهل أو مكان، أو مأوى وكانوا يقيمون بهذا المكان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرغب المسلمين في إطعام أهل الصفة، فكان يقول: (طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ).

فيما معنى هذا الحديث أنه لا ضرر من أن من عنده طعام يكفي لاثنين فيطعم واحدًا من أهل الصفة، فقام أبو بكر الصديق بأخذ ثلاثة من أهل الصفة ليطعمهم كما أمر الرسول، فذهب بهم إلى داره وقال لابنه عبد الرحمن أن يقدم لهم الطعام، لأنه ذاهب للرسول صلى الله عليه وسلم وسيعود قريبًا، فرفض الضيوف أن يأكلوا إلا بعد مجيء أبو بكر الصديق.

عندما عاد أبو بكر وجد أن ضيوفه لم يأكلوا، ففكر في أن الذنب قد يكون على ابنه وأنه لم يطعمهم فغضب منه أبو بكر، حتى قال له الضيوف يا أبا بكر لم نحب أن نأكل الطعام في بيتك من دون أن تكون موجودًا، فأتوا لهم بالطعام حتى تناولوه جميعًا واستشعروا ببركة الطعام، نجد أن في هذه القصة كرم كبير من أبو بكر وإصراره على كرم أهل الصفة.

بالإضافة إلى الأخلاق الحميدة التي كانت لدى ضيوفه، فهم لم يريدوا أن يتناولون الطعام من دونه، لذلك علينا دومًا أن نتحسن بخلق حسن الضيافة وكيفية التعامل مع الضيوف من عباد الرحمن دون تكبر حتى ولو كانوا من أهل الصفة.

اقرأ أيضًا: اذاعة مدرسية عن الصدق

عثمان بن عفان مع تجار المدينة

من أشهر الأعوام التي مرت على المسلمين قديمًا هو عام الرمادة، فكان الناس يعانون من الكرب والفقر والحاجة الشديدة، وشح الطعام والشراب، حتى جاء يومًا أحسوا فيه بهزة أرضية فعرفوا أن هناك قافلة قادمة إليهم، فلما جاءت القافلة إذ بها عثمان بن عفان رضي الله عنه، محملًا بأصناف وخيرات الله وكل ما يحتاج إليه الناس في القرية.

فذهب إليه الناس من كل حدب وصوب رغبةً منهم في شراء بضاعته، فقال عثمان: كم تعطونني ثمنًا لها؟ قالوا: نعطيك درهمًا، قال لهم: هناك من دفع لي أكثر من ذلك، فقالوا: نعطيك بدل الدرهم اثنين، فقال: هناك من دفع لي أكثر، فقالوا: نعطيك بدل الدرهم ثلاثة، وكذا ردّ عليهم بأنّ هناك من أعطاه ثمناً أكثر من ذلك.

فقالوا: يا عثمان، لم يسبقنا شخصًا لشراء ما معك من بضاعة، ولا يوجد تجارٌ هنا، فمن الذي دفع لك أكثر منا؟ فأجابهم عثمان -رضي الله عنه-: الله -تعالى- أعطاني بكلِّ درهمٍ عشرًا، ثمَّ قال: اللهمّ إنّي وهبتُها لفقراء المدينة، بلا ثمنٍ ولا مُقابل، فتصدّق -رضي الله عنه- بكلِّ ما في القافلة.

تدل هذه القصة على أن حُسن خلق صاحب الرسول عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، حيث إنه لم يرضيه أن يستغل ظروف أهل القرية من الحاجة والفقر ويبيع لهم ما معه من بضائع بأسعار باهظة، بل إنه فضل الأجر الكبير من ربه وقام بالتصدق على القرية من قافلته حتى يرزقه الله ما هو أفضل من المال.

قصة الفاروق والمرأة الفقيرة

أطفال يقرأون قصص

في أحد الأيام كان الخليفة عمر بن الخطاب يتجول في أنحاء المدينة ويتفقد أحوال الناس، إذ به يسمع صراخ طفل فيسرع ليرى ما سبب هذا البكاء الحاد، فرأى امرأة تضع قدحًا على النار به ماء وكأنها تطهو، ولها طفلان يبكيان فسمعها الفاروق تشكو إلى الله تعالى ضيق الحال والفقر وعدم قدرتها على إطعام أطفالها ولأن عمر خليفة المسلمين لا يعرف بحالها.

فتوجه عمر إليها ليسألها عن أمرها ويفهم أمر الطفلين الذين يبكيان، فقالت له المرأة أنها لا تملك ما يكفي من المال لتطعم صغارها وكلما جاعوا هموا بالبكاء فتقول لهم أن يناموا حتى ينضج الطعام بعد أن تضع إناء فارغ على النار لتوهمهم أنها تطهو الطعام.

فلما عرف عمر بن الخطاب هذا الأمر لام نفسه كثيرًا فإنه لم يكن متصورًا أن هناك أحدًا من رعيته ينام في جوعه من فقره وقلة حيلته، فذهب الفاروق رضي الله عنه وأرضاه وجاء بما يكفي المرأة وأطفالها من شراب وطعام وقام بإعداد الطعام لهم وأيقظ الأطفال كي يأكلوا.

عندما انتهى من عمله صلى لله يحمده ويستغفره ويطلب العفو والمغفرة عما كانت به المرأة من فقر وحاجة، تجلى في هذا الموقف الكثير من الأخلاق منها الإحسان وكذلك التواضع والرغبة في العدل بين الناس والتضرع إلى الله.

الأخلاق الحميدة هي أساس الدين الإسلامي، وهذا ما علمنا إياه رسول الله خير المرسلين، لذلك يجب أن نتعرف على أبرز قصص الأنبياء والصحابة عن الأخلاق لنقصها على أطفالنا ليقتدوا بها.


قصة عن الأخلاق والفضائل للأطفال وأبرز صفات النبي والصحابة المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى