ترجمة

قصائد شعر للأم مؤثرة لأبرز شعراء العرب

أجمل ما يمكن أن تُشكر الأم من خلاله، هو بضع كلمات ذات معاني رقيقة وصادقة ومشاعر حقيقية ووافية، وعلى الرغم من ذلك لن يوفي ذلك حقها، فإن دور الأم لا يُقارن ولا يمكن الاستكفاء بمجرد الثناء عليها، ولكن هي محاولة بسيطة في التعبير عن حبها والحنين إليها من خلال بعض أبيات الشعر العربي العذبة.

شعر حنين للأم مؤثر

الأم هي كل شيء جميل لدى الإنسان، فإذا رحلت الأم رحل معها كل شيء جميل، لذلك نجد أن الشعراء دومًا ما يحاولوا أن يبرزوا دور الأم الكبير في حياة كل إنسان، وذلك لما لها من فضل على أبنائها وأسرتها، فإن الأم هي أساس كل أسرة، وفي ثقافتنا العربية نجد أن الطريقة الأمثل لكي يعبر بها العرب عن حبهم هي الشعر، لذلك نجد في هذا الإطار الكثير من قصائد الشعر عن الأم.

من أبرز قصائد الشعر التي جاءت عن فقدان الابن للأم هي قصيدة في بيت أمي للشاعر الكبير محمود درويش، حيث يحن الشاعر لأمه خلال كلمات قصيدته ويحن لبيت الأسرة في وجودها، فيما يلي أبيات هذه القصيدة:

في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ

ولا تكفُّ عن السؤالِ:

أأنت، يا ضيفي، أنا؟

هل كنتَ في العشرين من عُمري،

بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،

وبلا حقائب؟

كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي

كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق

في الأبديِّ…

ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي

ويا ضيفي… أأنتَ أنا كما كنا؟

فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟

أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ

أم مسحتَ الجُرحَ بالمكياج كي تبدو

وسيمَ الشكل في الكاميرا؟

أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ

بالناي القديم وريشة العنقاء؟

أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟

قلت: يا هذا، أنا هوَ أنت

لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى

ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ

من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامٍ…

ربّما ألقى السلام، وقال لي:

عُدْ سالماً…

وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى

ما لا يُرى

وأقيسَ عمقَ الهاويةْ

في هذه القصيدة يحمل الشاعر محمود درويش الكثير من المعاني المستترة داخل الأبيات بالإضافة إلى المشاعر المختلفة وأبرزها مشاعر الحنين التي تملأ نفس الشاعر، إلى جانب الحنين إلى وطنه فلسطين وحنينه إلى أمه والدفأ الذي كان يملأ بيتهم القديم الذي نشأ وترعرع فيه أثناء طفولته وصباه.

في مطلع القصيدة نجد أن الشاعر قام بتقديم جملة “في بيت أمي” من أجل الاستدلال بأن بيت أمه هو محور الحديث، وأنه النقطة المركزية الذي يريد أن يتمحور حديثها حولها في القصيدة، كما تحمل كلمة “صورتي” معنى مستتر وهو يقصد بها ماضيه عندما كان في الصبا ويرغب في العودة بالزمن لكي يسترجع الأيام الزاخرة بالمشاعر والدفأ مرة أخرى.

تحتوي القصيدة في أبياتها الأخيرة نزاع بين الواقع والخيال في نفس الشاعر، وذلك بسبب الاختلاف الكبير بين الأحلام التي كان يرغب محمود درويش في تحقيقها والعودة لمنزله القديم في أحضان أمه، والواقع الأليم الذي يعيشه في الغربة مفتقدًا لأحلامه وروحه ووطنه، وأمه.

اقرأ أيضًا: أفضل أشعار عن الحب قصيرة

قصيدة إلى أمي لمحمود درويش

ام وطفلها

دومًا ما يكون محمود درويش المعبر الأمثل لما يشعر به الإنسان ناحية أمه، فهو يعبر في هذه القصيدة عن فقدانه لأمه وحنينه لكل تفاصيلها، وما كانت تعده له من قهوة وخبز، وعن أنه تمسك بالحياة من أجلها هي فقط وخوفه من أنها تبكي عليه إذا مات، فيما يلي أبرز كلمات هذه القصيدة الرقيقة:

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ،

أخجل من دمع أُمي!

خذيني، إذا عدتُ يوماً

وشاحاً لهُدْبِكْ

وغطّي عظامي بعشب

تعمَّد من طهر كعبك

وشُدّي وثاقي..

بخصلة شعر..

بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك..

عساني أصيرُ إلهاً

إلهاً أصيرْ.

إذا ما لمستُ قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعتُ

وقوداً بتنور ناركْ…

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدتُ الوقوف

بدون صلاة نهارك

هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة

حتى أُشارك

صغار العصافير

درب الرجوع …

لعُشِّ انتظارِك!

نجد أن محمود درويش في هذه القصيدة اعتمد على الوحدة الموضوعية وتوحيد الفكرة، فمن بداية القصيدة وحتى آخر بيت شعر فيها كل ما يعبر عنه هو الحنين لأمه، والذكريات التي كانت بينهما مما يشير إلى شدة تعلقه بها واشتياقه إليها، إلى جانب إضفاء نوع من الإسقاط عن الموت والحياة وكذلك الصغر والكبر.

كما تنوعت الأساليب الفنية في القصيدة، مثل كثرة استخدام التشبيهات والاستعارات بنوعيها، إلى جانب أن الصور الفنية في القصيدة تنوعت بين الواقعية والخيالية مما جعل أسلوب القصيدة سهل ممتنع، حيث إن الكلمات التي استخدمها الشاعر ليست بالمعقدة ولكنها كان لها مفعول السحر على المعنى الإجمالي للقصيدة.

اقرأ أيضًا: أفضل شعر عربي فصيح وخصائصه

شعر حافظ إبراهيم عن الأم

طفلة مع امها

يعتبر حافظ إبراهيم من رواد الشعر العربي بنظامه الحديث، حيث إنه كان من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث، ولُقب بشاعر النيل وذلك لمردوده الفني الكبير، لذلك لا يسعنا ذكر بعض من أبياته الشعرية التي تغنى فيها عن الأم وفضلها في بناء الأسرة، وبالتالي بناء المجتمع فيما يلي أبرز قصائد الشاعر حافظ إبراهيم:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً

بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ

يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي

يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً

عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ

في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ

كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ

كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا

في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً

خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى

في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ

تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها

دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي

فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا

فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ

رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها

في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ

وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم

نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي

كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي

في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ

إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً

يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ

لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً

يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي

كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ

بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ

إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً

طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي

وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى

بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ

ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها

وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ

وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي

وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي

بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ

قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ

فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً

فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا

عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ

وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً

بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ

وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ

تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ

لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ

ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ

كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً

لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ

وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ

لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ

يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ

في هذه القصيدة يعبر الشاعر حافظ إبراهيم عن أهمية دور الأم المصرية ويشبهها بأنه مدرسة مما يشير إلى أنها تعلم الأجيال والمقصود بذلك هي أنها تربي أبنائها وتعمل على بنائهم بشكل سليم لكي يكونوا صالحين، يشيد بدورها في التربية فإذا تم إعداد الأم بشكل سليم فإنها تخرج أبناءً صالحين يتميزون بالأخلاق الحميدة.

إلى جانب أن الشاعر قام بتشبيه الأم بأنها الحديقة المزدهرة أشبه بروضة من رياض الجنة في حالة أنه تم الاعتناء بها، أما إذا لم يتم الاعتناء السليم بها فإنها تصبح غابة كئيبة خالية من الروح.

اقرأ أيضًا: أبرز أشعار الغزل القصيرة

نزار قباني عن الأم

امرأة عجوز وابنتها

لا يمكن أن نهمل دور الشاعر نزار قباني فإنه من أكثر الشعراء الذين ذكروا أهمية الأم وحاولوا إعطاؤها رصيدها من الثناء، لنزار قباني الكثير من الدواوين الشعرية ومن أشهرها طفولة هند والرسم بالكلمات، كما أنه كان يعمل في مناصب كبيرة منها منصبه في وزارة الخارجية السورية إلى جانب كونه سفيرًا لسوريا في تركيا والصين.

مما يجعله ذلك أحد أكبر شعراء الوطن العربي في العصر الحديث، لذلك وجب ذكر أحد أبرز أعماله وهي قصيدة خمس رسائل إلى أمي والتي كان يحدث فيها أمه التي كان يشتاق إليها ويحاول التعبير عن حنينه لها من خلال كلماته، فيما يلي أبرز كلماتها العذبة:

صباح الخير يا حلوة..

صباح الخير يا قديستي الحلوة

مضى عامان يا أمي

على الولد الذي أبحر

برحلته الخرافية

وخبأ في حقائبه

صباح بلاده الأخضر

وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر

وخبأ في ملابسه

طرابينا من النعناع والزعتر

وليلكه دمشقية..

أنا وحدي..

دخان سجائري يضجر

ومني مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتش – بعد عن بيدر

عرفت نساء أوروبا..

عرفت عواطف الإسمنت والخشب

عرفت حضارة التعب..

وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر

وتحمل في حقيبتها..

إلي عرائس السكر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشلني إذا أعثر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولد الذي أبحر

ولا زالت بخاطره

تعيش عروسة السكر

فكيف.. فكيف يا أمي

غدوت أباً..

ولم أكبر؟

صباح الخير من مدريد

ما أخبارها الفلة؟

بها أوصيك يا أماه..

تلك الطفلة الطفلة

فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي..

يدللها كطفلته

ويدعوها إلى فنجان قهوته

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمته..

.. ومات أبي

ولا زالت تعيش بحلم عودته

وتبحث عنه في أرجاء غرفته

وتسأل عن عباءته..

وتسأل عن جريدته..

وتسأل – حين يأتي الصيف

عن فيروز عينيه..

لتنثر فوق كفيه..

دنانيراً من الذهب..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة

إلى أزهارك البيضاء.. فرحة “ساحة النجمة”

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفال حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنام على مشارقنا

وليلكه معرشةٍ

على شباك جارتنا

مضى عامان.. يا أمي

ووجه دمشق،

عصفورٌ يخربش في جوانحنا

يعض على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامان يا أمي

وليل دمشق

فل دمشق

دور دمشق

تسكن في خواطرنا

مآذنها.. تضيء على مراكبنا

كأن مآذن الأموي..

قد زرعت بداخلنا..

كأن مشاتل التفاح..

تعبق في ضمائرنا

كأن الضوء، والأحجار

جاءت كلها معنا..

أتى أيلول يا أماه..

وجاء الحزن يحمل لي هداياه

ويترك عند نافذتي

مدامعه وشكواه

أتى أيلول.. أين دمشق؟

أين أبي وعيناه

وأين حرير نظرته؟

وأين عبير قهوته؟

سقى الرحمن مثواه..

وأين رحاب منزلنا الكبير..

وأين نعماه؟

وأين مدارج الشمشير..

تضحك في زواياه

وأين طفولتي فيه؟

أجرجر ذيل قطته

وآكل من عريشته

وأقطف من بنفشاه

دمشق، دمشق..

يا شعرا

على حدقات أعيننا كتبناه

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناه

جثونا عند ركبته..

وذبنا في محبته

إلى أن في محبتنا قتلناه…

كما تعودنا على عظمة الشعر العربي، فإن لكل قصيدة قصة جميلة تتجلى فيها معاني الحب الحقيقية والتضحية والعطاء، فإن الأم هي المعنى الكامل للحب بسبب عواطفها التي لا تنتهي دومًا، وحنانها الذي ينير الطريق لأولادها دون شروط.

أما عن السبب وراء هذه القصيدة، يُقال أن الشاعر نزار قباني قام بكتابة هذه القصيدة بعد أن توفيت أمه بعامين، بالأخص في عيد الأم لذلك قام بتسميتها خمس رسائل إلى أمي مما يجعلها رسائل شوق ومحبة، وقام فيها بتذكر كافة الذكريات الجميلة مع أمه الحنونة، والتي يرثيها بأجمل المعاني.

قام نزار قباني في هذه القصيدة بمعالجة عدة أفكار من أبرزها حديثه عن الأيام الخوالي مع أمه، وكيف هو الحال من بعدها فهو يعاني آثار فراقها، كما أنه يعاين الأضرار بسبب عدم توصله للمرأة التي تساوي أمه في حنانها، فهو يعيش وحيد حزين مفتقدًا للحنان، إلى جانب أنه يحاول ذكر المدينة الجميلة التي عاش في أحضان جدرانها وشب فيها.

كما أنه يعاني من اضطراب نفسي بسبب رغبته في العودة لأيام الطفولة التي غادرها ومازالت بداخله، أما عن أيام شبابه فهو فيها ولم يغادره ومازال غير قادر على أن يكون بداخلها، إلى جانب التساؤلات التي طرحها الشاعر عن ذكرياته مع أبيه.

يُقال إن الشاعر في هذه القصيدة لم يقصد أمه في المقام الأول، ولكنه قام باستخدامها للتعبير عن حنينه إلى الوطن، والجمع بين الأم والوطن في قصائد نزار قباني كان شيء متعارف عليه، لقد تمكن نزار من أن يحقق التوازن بين اقتران البساطة في الكلمات مع العمق في المعاني، مما أزاد الشعر دماثة وسطوعًا، من دون إغراق القارئ في الكثير من الدلالات ذات المعاني البعيدة.

تمكن نزار قباني في هذه القصيدة من أن يخطف انتباه الملقي ويجذب انتباه إلى أعلى درجة من خلال استعماله لأسلوب العطف كثير وهو استخدام حرف الواو، مما يعمل ذلك على إحياء الدلالة من ناحية، ويعمل على تقوية الروابط والوصل من جهة أخرى.

تغنى الكثير من الشعراء بفضل الأم على المجتمع وعلى الفرد، إلى جانب التعبير عن صعوبة فقدانها والحنين الكبير إليها، وأنها مثل الوطن فإن غابت، غابت الذكريات، فمن يعيد لنا الرفقاء إن عادت الأماكن مرة أخرى.


قصائد شعر للأم مؤثرة لأبرز شعراء العرب المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى