ترجمة

أفضل شعر عربي فصيح وخصائصه

الشعر العربي من أبرز ما يميز اللغة العربية، حيث يتجلى جمال اللغة في شعرها وأدبها، وعلى ذكر الشعر العربي فإن هناك الكثير من الشعراء العرب المتميزين الذين تركوا إرثًا عظيمًا يبرز أهمية اللغة العربية الفصحى، سواء في العصر الجاهلي أو العصر العباسي أو الأموي، لذلك من الضروري التعرف على بعض من قصائد الشعر العربي الفصيح.

شعر عربي فصيح

جدول المحتويات

الشعر العربي في العصر الجاهلي كان من أبرز سمات العصر، لذلك برز الكثير من الشعراء الذين كانوا يتنافسون في قوة الشعر فيما يعرف بالهجاء، وذلك من شدة تمسك العرب قديمًا بالشعر، من أبرز شعراء اللغة العربية الفصحى الشاعر امرؤ القيس، والذي اشتهر بقصائده عن المحبوبة والشوق لها، فيما يلي أبرز قصائده الشعرية:

سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر

وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا

كِنَانِيّةٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا

مجاورة غسان والحي يعمرا

بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا

لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا

فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا

حدائق دوم أو سفيناً مقيرا

أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ

دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا

سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه

وعالين قنواناً من البسر أحمرا

حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن

بأسيافهم حتى أقر وأوقرا

وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ

وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا

أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ

تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا

كأن دمى سقف على ظهر مرمر

كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا

غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَة ٍ

يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا

وريح سناً في حقة حميرية

تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا

وباناً وألوياً من الهند داكياً

وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا

غلقن برهن من حبيب به ادعت

سليمى فأمسى حبلها قد تبترا

وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّةً

يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا

إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً رِيعَ قَلْبُهُ

كما ذرعت كأس الصبوح المخمرا

نزيف إذا قامت لوجه تمايلت

تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا

أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا

سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا

تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ

على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا

فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها

نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا

تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى

عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا

بسير يضجّ العودُ منه يمنه

أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا

في هذه القصيدة يعبر امرؤ القيس عن مشاعره لمحبوبته حيث يحكي عن شوقه لها، وذلك بسبب هجرها له، فيشبه وجودها في حياته بحي سكني ملئ بالسكان وتغمره السعادة والحيوية، أما فراقها فبالنسبة له هو حي خالي من السكان والحياة ويملؤه الكرب والحزن.

تدل هذه القصيدة على أن امرؤ القيس من أكبر شعراء العصر الجاهلي وذلك لما فيها من معاني وتشبيهات وصور جمالية، كما أن أسلوبه تأثر كثيرًا بآخرين من الشعراء مثل عنترة بن شداد، كان امرؤ القيس من قبيلة كندة، وولد في إحدى قبائل نجد وقد اشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون على اسمه.

كان امرؤ أيضًا شغوف بالشعر عن الحرب، فنجد أن له الكثير من القصائد التي تتحدث عن الحروب التي كانت موجودة في تلك الفترة الزمنية بين القبائل وبعضها، مثل الحرب بين بلاد الروم وبلاد فارس والتي كان امرؤ القيس له فيها دورًا كبيرًا بين الدولتين.

اقرأ أيضًا: أبرز أشعار الغزل القصيرة

قصيدة شعر فصيح للمتنبي

ريشة وحبر

يعتبر المتنبي أحد أبرز الشعراء العرب بشكل عام، فمن لا يعرف المتنبي، فهو واحد ممن تركوا بصمة في الأدب العباسي، هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي، ولد بالكوفة في العراق وتربى وترعرع في الشام، ثم انتقل إلى البادية ليطلب الأدب ويتعلم اللغة العربية الفصحى، وبدأ في كتابة الشعر وهو في الصبا.

من أبرز مؤلفات المتنبي قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني، فهي أحد أبرز قصائد المدح في التاريخ العربي كُله، فيما يلي أبياتها:

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ

وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي

وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ

فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ

وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ

وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ

فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ

لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا

أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً

تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ

وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ

تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي

فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً

أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ

إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا

بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي

وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا

وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي

حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً

فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها

أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ

وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ

حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي

وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً

حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ

وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ

لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا

فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ

إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ

وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي

أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ

يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ

لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا

لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا

أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ

وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ

شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ

تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ

قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

جاءت آثار هذه القصيدة بالسلب على المتنبي، فالبعض يقول إنها القصيدة التي قتلت صاحبها، وذلك بسبب القصة ورائها، حيث إن المتنبي كان يمدح سيف الدولة الحمداني حبًا فيه، وكان سيف الدولة مُعجب بشعر المتنبي نظرًا لبلاغته وجماله، فقامت بينهما علاقة وطيدة، ولكن لم تستمر هذه العلاقة الودية كثيرًا.

إذ أن أعداء المتنبي قاموا بالوقيعة بينه وبين سيف الدولة الحمداني فتوترت العلاقة بينهما، مما اضطر المتنبي للترحال إلى مصر، وفي هذه الفترة حاول التقرب من كافور الإخشيدي طمعًا في التقرب منه، ولكنه لم ينجح في ذلك لأن الإخشيدي شعر بأن المتنبي ينافقه، فلم يعطه أي شيء، مما جعل المتنبي يقوم بهجاء الإخشيدي وبالتبعية هجاء مصر وتركها والهجرة إلى بغداد.

في بغداد قابل المتنبي أحد الرجال الذي قام بهجائهم أثناء فترته في مصر، وعندما رآه المتنبي فزع وفر هاربًا، عندها كان معه أحد غلمانه والذي قام بإلقاء اللوم عليه وقال له ما ظننت بك هاربًا، فأنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني، فقال له المتنبي “قتلتني قتلك الله”، وعلى إثر هذا الحديث عاد المتنبي للقتال مع هاجيه حتى قتل عليه يديه وكان ذلك عام 965م.

اقرأ أيضًا: عبارات عن القمر والليل وأقوال الشعراء والأدباء

خصائص الشعر العربي الفصيح

رجل عربي

يعد الشعر العربي أحد أبرز الفنون الأدبية التي يعبر الشخص فيها عن ذاته وعن مشاعره، والذي يمكن من خلال وصف الحياة من وجهة نظر كاتبه، وأساس الشعر العربي هو العاطفة والإيقاع والخيال، ويقسم الشعر العربي إلى الكثير من الأقسام منها الشعر الجاهلي، العباسي، الإسلامي، وكذلك الأموي والأندلسي.

لكل قسم من أقسام الشعر العربي خصائصه، على الرغم من أن لكل شاعر أسلوبه الخاص، ولكن كانت السمات الشعرية لكل عصر شخصيتها المنفردة، لذلك فيما يلي خصائص الشعر العربي في كل مدرسة شعرية:

خصائص الشعر الجاهلي

كان الشعر يتميز بأغراضه المحددة مثل الفخر بالقبيلة، والهجاء، وكذلك الغزل الصريح والعفيف، بالإضافة إلى الحكمة والمدح، كما أن الشعر الجاهلي كان يحمل الكثير من المفردات الواضحة والبديهية البعيدة كل البعد عن التفكر والتعقيد، كما استخدم الشعراء القليل من التصوير والخيال في قصائدهم وذلك لتأثرهم بالطبيعة.

خصائص الشعر الإسلامي

تنوعت أغراض الشعر بعد نزول الإسلام حيث تم ترك الرثاء والهجاء، والاتجاه إلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب تأثر الشعراء بلغة القرآن الكريم، كما غلبت عذوبة الكلمات على سمات الشعر حينها، وقل الغزل بشكل كبير بشقيه الصريح والعفيف.

خصائص الشعر العباسي

تعددت أغراض الشعر في العصر العباسي بين العزة والفخر، بالإضافة إلى وصف الطبيعة والزهد والتصوف، كما أن الأفكار في القصيدة كانت منطقية ومنظمة، وذلك لتوحيد غرض القصيدة، كما اتسم الشعر العباسي بكثرة الصور الخيالية والتشبيهات مما أضفى ذلك معاني عميقة لكل قصيدة.

اقرأ أيضًا: عبارات و كلام عن الأب السند

الشعر الأندلسي

كان يتسم بتوحيد الوزن والقافية وأكثر صور البيان به هي الجناس والسجع، وذلك بسبب تغلب الموشحات على الذوق العربي في ذلك الحين، مما أدى إلى سهولة الألفاظ وعذوبتها، بعيدًا عن الألفاظ غير الدارجة والتي كانت تستخدم في العزل الصريح الذي ندر بشكل كبير في هذه الفترة.

الشعر المعاصر

يعتبر الشعر المعاصر هو الشعر الموجود حاليًا بصورته الحديثة والذي يتضمن الكثير من الموضوعات السياسية، ونادرًا ما يخرج عنها، بالإضافة إلى بعض القصائد الغنائية التي يكون غرضها الشوق للمحبوبة، أو التعبير عن الحب من خلالها، كما يتسم الشعر المعاصر بالتحرر من وحدة الوزن والقافية، بالإضافة إلى استخدام أسلوب الرمزيات في القصائد.

مرآة الشعوب هي الفن، ويعتبر الشعر أهم أنواع الفن التي يمكن من خلالها التعرف على ثقافة الشعب، لذا من الضروري التعرف على أبرز قصائد الشعر العربي الفصيح.


أفضل شعر عربي فصيح وخصائصه المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى