أجمل قصائد شعر عن الحب لنزار قباني والبحتري وسمات الشعر العربي
الشعر هو أكثر ما تميز به العرب، وتنوعت أغراضه وفقًا للأحداث ومن أبرز المواضيع التي تناولها الشعر العربي هو الحب والعاطفة، حيث ازدهر الشعر العربي من خلال الشعراء الذين تناولوا الحب في قصائدهم، لذلك يلزم التعرف على أجمل قصائد الشعر عن الحب.
أجمل قصائد شعر عن الحب
جدول المحتويات
الحب من أكثر المواضيع الشعرية التي نالت نصيب الأسد في قصائد الشعر العربي على مر العصور، من العصر الجاهلي للعصر العباسي للأموي وانتهاءً حتى العصر المعاصر، دومًا ما نجد الشعراء يتغزلون في حبيباتهم ويكتبون الشعر عن الحب، ومن أشهر قصص الحب في الشعر العربي هي قصة قيس بن الملوح ومحبوبته ليلى، فيما يلي أبرز الأبيات الشعرية عن حب قيس لليلى:
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ
وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
دومًا ما كان يكتب قيس لليلى قصائد الشعر، ولكن دومًا ما تكون الفكرة في القصيدة واحدة ألا وهي تعبيره عن حبه الكبير لها، بالإضافة إلى أنه يقوم بقص عليها الأحداث التي تطرأ عليه يوميًا ويشاركها أحزانه، وفي هذه القصيدة كان يتذكر قيس أيامه الخوالي مع ليلى وكان يقص عليها حديثه عنها مع أصدقائه غير المبالين به خلال رحلته تجاه منزل ليلى.
كما كان دومًا يفعل قيس وهو أنه يتمنى لو ظلت ليلى في ديارها ولم تنتقل منها حتى يتمكن من رؤيتها، بالإضافة إلى تمتع أسلوبه ببعض صور الرجاء والتمني والذي يعبر عن رغبته في أن يجمعهم الله مرة أخرى سويًا.
اقرأ أيضًا: أفضل أشعار عن الحب قصيرة
نزار قباني عن الحب
يعتبر نزار قباني من أكبر شعراء الوطن العربي، والذي عُرف عنه أنه أكثر شاعر رومانسي جاء في تاريخ العرب، إذ أنه أكثر من كتب قصائد ودواوين شعر عن الحب، من أشهر دواوينه: قالت لي السمراء، الرسم بالكلمات، طفولة نهد، وبسبب كثرة مواضيعه الشعرية عن الحب، فقد كان لقبه “شاعر الحب والمرأة”، فيما يلي أبرز أبياته الشعرية عن الحب:
عيناك.. آخر مركبين يسافران
فهل هنالك من مكان؟
إني تعبت من التسكع في محطات الجنون
وما وصلت إلى مكان..
عيناك آخر فرصتين متاحتين
لمن يفكر بالهروب..
وأنا.. أفكر بالهروب..
عيناك آخر ما تبقى من عصافير الجنوب
عيناك آخر ما تبقى من حشيش البحر،
آخر ما تبقى من حقول التبغ،
آخر ما تبقى من دموع الأقحوان
عيناك.. آخر زفةٍ شعبيةٍ تجري
وآخر مهرجان..
آخر ما تبقى من مكاتيب الغرام
ويداك.. آخر دفترين من الحرير..
عليهما..
سجلت أحلى ما لدي من الكلام
العشق يكويني، كلوح التوتياء،
ولا أذوب..
والشعر يطعنني بخنجره..
وأرفض أن أتوب..
إني أحبك..
ظلي معي..
ويبقى وجه فاطمةٍ
يحلق كالحمامة تحت أضواء الغروب
ظلي معي.. فلربما يأتي الحسين
وفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوب
ووراءه تمشي المآذن، والربى
وجميع ثوار الجنوب..
عيناك آخر ساحلين من البنفسج
فكرت أن الشعر ينقذني..
ولكن القصائد أغرقتني..
ولكن النساء تقاسمتني..
أحبيبتي:
أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليل،
ترضى أن ترافقني..
أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء في هذا الزمان.
أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
تمر من بين الحرائق والدخان
تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
كالحصان
أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
برغم شمشمة الكلاب..
ورغم أقبية المباحث،
مصدراً للعنفوان…
الماء في عينيك زيتيٌ..
رماديٌ..
نبيذيٌ..
وأنا على سطح السفينة،
مثل عصفورٍ يتيمٍ
لا يفكر بالرجوع..
بيروت أرملة العروبة
والطوائف،
والجريمة، والجنون..
بيروت تذبح في سرير زفافها
والناس حول سريرها متفرجون
بيروت..
تنزف كالدجاجة في الطريق،
فأين فر العاشقون؟
بيروت تبحث عن حقيقتها،
وتبحث عن قبيلتها..
وتبحث عن أقاربها..
ولكن الجميع منافقون..
عيناك.. آخر رحلةٍ ليليةٍ
وحقائبي في الأرض تنتظر الهبوب
تتوسل الأشجار باكيةً لآخذها معي
أرأيتم شجراً يفكر بالهروب؟
والخيانة، والذنوب..
هذا هو الزمن الذي فيه الثقافة،
والكتابة،
والكرامة،
والرجولة في غروب
ودفاتري ملأى بآلاف الثقوب..
النفط يستلقي سعيداً تحت أشجار النعاس،
وبين أثداء الحريم..
هذا الذي قد جاءنا
بثياب شيطانٍ رجيم…
النفط هذا السائل المنوي..
لا القومي..
لا الشعبي
هذا الأرنب المهزوم في كل الحروب
النفط مشروب الأباطرة الكبار،
وليس مشروب الشعوب..
كيف الدخول إلى القصيدة يا ترى؟
والنفط يشري
ألف منتجٍ (بماربيا)…
ويشري نصف باريسٍ..
ويشري نصف ما في (نيس) من شمسٍ وأجسادٍ..
ويشري ألف يختٍ في بحار الله..
يشري ألف إمرأةٍ بإذن الله..
لا يشتري سيفاً لتحرير الجنوب..
عيناك.. آخر ما تبقى من شتول النخل
في وطني الحزين.
وهواك أجمل ثورةٍ بيضاء..
في قصيدة آخر عصفور يخرج من غرناطة كان الحب يملأ قلب نزار قباني، فهو كان يغازل محبوبته ويشبه عيناها بأنها آخر سفينتين يسافران، ويتساءل عما إذا كان بهما مكانًا لمسافر آخر لكي تسعه السفينة، ويعبر عن تعبه من التسكع في دروب الجنون ومحاولته للتعبير عن حبه لها، لم يكتفي نزار بتشبيه عيون محبوبته بأنها آخر مركبتين.
لكن قام بتشبيه عيناها بأنها آخر فرصتين متاحتين لأي شخص يحاول الهرب إلى مكانًا هادي وصافي، وأنه أول المفكرين في الهروب إلى عيناها المكان الذي يرغب في أن يسكن فيه للتخلص من العناء، استكمل نزار تشبيهاته البليغة بأن عيناها آخر ما تبقى من عصافير الجنوب والتي كانت تعرف بأنها أجمل العصافير وأرقها والتي تتميز بشكلها الجميل وألوانها المزدهرة.
في الشق الآخر من القصيدة نجد أن نزار يشبه عيني محبوبته بأنها ساحلين من البنفسج وأنه عندما يعبر عن حبه لها من خلال الشعر فإن هذا ينقذه ولكن ظنه أمسى خاطئًا عندما وجد نفسه يغرق في قصائده الرومانسية، استخدم نزار قباني المبالغة في أسلوبه ليعبر عن أن حبه لمحبوبته غير منطقي وخيالي.
شغلت المرأة مكانًا كبيرًا في أشعار نزار، وشعره الغزلي هذا كان يحاول أن يذكر فيه وطنه الغالي الذي كان يحن له دومًا، وعبر عن اشتياقه إليه في زمن الماضي وذلك يدل على الثبات والتحقق، أما عندما كان يستخدم زمن المضارع فإنه كان يحاول تصوير الأحداث وكذلك تجسيد المواضيع والأفكار.
كما اتسم أسلوبه بالخيال في كل قصائده وكان ذلك يدل على أنه شخصًا حالم ويحاول أن يعيش حياة وردية يملؤها الحب والعطف، ولكن الوجه الذي لا نعرفه عن نزار قباني أنه كان شاعر سياسي من الدرجة الأولى ويحاول أن يدافع عن سوريا في قصائده، ولكنه عندما تم اضطهاده سياسيًا أصبح يكتب شعر الغزل والحب لكن يموه عن ميوله السياسية، ولكنه لم يتوقف عن النضال السياسي ضد الحكومات الفاسدة حتى موته عام 1998م.
اقرأ أيضًا: أفضل شعر عربي فصيح وخصائصه
قصيدة للبحتري عن الحب
يعتبر البحتري واحد من أهم شعراء جيله وأبرز شعراء العرب واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، وكان دومًا يشبه النقاد شعره بأنه كسلاسل الذهب، ظهرت مواهبه وقدرته على قول الشعر عندما كان صغيرًا، وانتقل إلى مدينة حمص لكي يقول فيها الشعر ويعرضه على أبي تمام والذي كان له بمثابة الأب الروحي.
فقد قام أبي تمام بإرشاده إلى ما يجب أن يفعله لكي ينظم الشعر صحيحًا، مما جعله شاعرًا في بلاط خلفاء الدولة العباسية منهم: المنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، بالإضافة إلى أنه كان من المقربين للوزراء في الدولة العباسية إلى جانب غيرهم من الأمراء وقادة الجيوش، وبقي على صلة وثيقة بهم حتى وفاته.
اتسم أسلوبه بالبراعة والألفاظ الدسمة العميقة ذات المعاني الفريدة، خلف وراءه ديوان شعري هائل أكثر ما فيه من الشعر يتمحور حول المديح، وكان قليل في شعر الرثاء والهجاء، ومثله مثل أي شاعر عربي فقد أخذ شعر الفخر جزءًا من اهتمام البحتري، فقام بكتابة بعض القصائد في الفخر والحكمة وكذلك الوصف والغزل، وفيما يلي أبرز قصائده الشعرية التي احتوت على عدة مواضيع شعرية أهمها الحب:
يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه
وَيَبعُدُ مِنّا في الهَوى مَن نُقارِبُه
وَلا بُدَّ مِن واشٍ يُتاحُ عَلى النَوى
وَقَد تَجلُبُ الشَيءَ البَعيدَ جَوالِبُه
أَفي كُلِّ يَومٍ كاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ
يُصَبُّ عَلَينا أَو رَقيبٌ نُراقِبُه
عَنا المُستَهامَ شَجوُهُ وَتَطارُبُه
وَغالَبَهُ مِن حُبِّ عَلوَةَ غالِبُه
وَأَصبَحَ لا وَصلُ الحَبيبِ مُيَسَّرٌ
لَدَيهِ وَلا دارُ الحَبيبِ تُصاقِبُه
مُقيمٌ بِأَرضٍ قَد أَبَنَّ مُعَرِّجاً
عَلَيها وَفي أَرضٍ سِواها مَآرِبُه
سَقى السَفحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي
تَلي السَفحَ وَسمِيُّ دِراكٌ سَحائِبُه
فَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّها ثَمَّ ناعِماً
بِعَينَي عَليلِ الطَرفِ بيضٌ تَرائِبُه
مَتى يَبدُ يَرجِع لِلمُفيقِ خَبالُهُ
وَيَرتَجِعِ الوَجدَ المُبَرِّحَ واهِبُه
وَلَم أَنسَهُ إِذ قامَ ثانِيَ جيدِهِ
إِلَيَّ وَإِذ مالَت عَلَيَّ ذَوائِبُه
عِناقٌ يَهِدُّ الصَبرَ وَشكَ اِنقِضائِهِ
وَيُذكي الجَوى أَو يَسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه
أَلا هَل أَتاها أَنَّ مُظلِمَةَ الدُجى
تَجَلَّت وَأَنَّ العَيشَ سُهِّلَ جانِبُه
وَأَنّا رَدَدنا المُستَعارَ مُذَمَّماً
عَلى أَهلِهِ وَاِستَأنَفَ الحَقَّ صاحِبُه
عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَعيَت صُروفُهُ
وَما الدَهرُ إِلّا صَرفُهُ وَعَجائِبُه
مَتى أَمَّلَ الدَيّاكُ أَن تُصطَفى لَهُ
عُرى التاجِ أَو تُثنى عَلَيهِ عَصائِبُه
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل في الأم من قصائد الشعراء
سمات قصائد الحب في الشعر العربي
تميز الشعر العربي على مر العصور بقصائد الحب والغزل بنوعيه سواء كان العفيف أو الصريح، وتميزت هذه القصائد بخصائص وسمات تجعلها فريدة من نوعها من أبرزها ما يلي:
1- الألفاظ السهلة البسيطة
نجد دومًا في القصائد الشعرية التي يكون موضوعها الحب أو العاطفة أن ألفاظ القصيدة بسيطة وغير معقدة، وذلك ليدل على أن الكلمات تخرج من قلب الشاعر مباشرةً بالإضافة إلى الإشارة لحس الشاعر ورقته، إلى جانب البعد عن التكلف والتعقيد، فإن سهولة الألفاظ تساعد على سهولة وصول المعنى للمحبوبة دون العناء في فهم المغزى من الكلمات.
2- الاهتمام بالعاطفة في القصيدة
في كافة قصائد الحب فإن دومًا ما يستشعر القارئ عاطفة الشاعر القوية المسيطرة عليه، وذلك بسبب اهتمام الشاعر بإيصال عاطفته للقارئ، لكي يرى القارئ نفسه في هذه القصيدة، كما يرغب الشاعر في التأثير في نفس القارئ والتعبير عن الآثار التي يعاني منها الشاعر من حنين وشوق لمحبوبته، فالمرأة التي يحبها هي شطر الروح ولا يقدر على مقاومة العيش من دونها.
3- وحدة موضوع القصيدة
تتميز قصائد الحب والغزل العفيف بأن الأفكار والمواضيع موحدة في كامل القصيدة، فلا نجد أن هناك أغراض شعرية أخرى في القصيدة سوى حب الشاعر لمحبوبته أو شوقه وحنينه، على عكس ما نجده في أغلب الأنواع الأخرى من الشعر مثل الوقوف على الأطلال وكذلك وصف الرحلة التي مر بها الشاعر أو وصف الناقة التي ارتحل بها.
بل نجد أن الشاعر يحاول توحيد الفكرة من خلال سرده كيف عاش حياته يخلص لحبيبته ويوفي لها مثل قيس بن الملوح الذي عاش حياته كلها يخلص لحبيبته ليلى، مما جعل الناس في هذا العصر يطلقون عليه مجنون ليلى.
4- البعد عن الوصف الجسدي
دومًا ما كان الشاعر يحاول وصف حبيبته ولكن اتسمت القصائد الشعرية عن الحب بأن الشاعر ابتعد تمامًا عن وصفها الجسدي، وذلك لإرساء معاني الحب العفيف وأن الشغل الشاغل الأول للشاعر هو قلب محبوبته وليس جسدها، كما اتصفت القصائد في العصور القديمة بأن الشاعر يخلص لمحبوبة واحدة فقط ولا يحاول التقرب إلى غيرها.
الحب هو غذاء القلب، فمن دون الحب لا يمكن للإنسان أن يعيش سعيدًا، لذلك نجد أن هناك الكثير من القصائد الشعرية التي تمحورت حول الحب والمشاعر البريئة لأغلب الشعراء في كل العصور الأدبية المختلفة.
أجمل قصائد شعر عن الحب لنزار قباني والبحتري وسمات الشعر العربي المصدر: